ذات القبعة الحمراء:
ذات مرة كان هناك فتاة صغيرة ترتدي دوماً قبعةً صغيرةً حمراء،
ولذلك لم يكن أحد يعرف لها اسماًإلا "ذات القبعة الحمراء".
وفي يومٍ من الأيام أرسلتها أمها بالفطائر والعصير إلى جدتها المريضة التي كانت تعيش على أطراف الغابة، وفي الطريق قابلها الذئب،
ولكن ذات القبعة الحمراء لم تكن تعرف ُخبث ومكر هذا الحيوان،
ولذلك لم تخف منه، وحكت له عن جدتها المريضة ،
فأشار عليها أن تذهب إلى الغابة و تقطف من هناك بعض الزهور الجميلة من أجل جدتها المريضة،
ففعلت ذات القبعة الحمرء ذلك،
و لكن الذئب الشرير توجه مباشرةً إلى بيت الجدة والتهمها، ولبس ملابسها ، و وضع قلنسوتها (طاقيتها) على رأس، ونام في سريرها، و أغلق الستائر.
ولما وصلت ذات القبعة الحمراء إلى بيت الجدة تعجبت أن الباب مفتوح،
وأن الجدة لم تقل لها صباح الخير بلطفٍ كالمعتاد،
ثم توجهت إلى السرير، وفتحت الستائر، حيث ترقد هنا الجدة مسدلةً القلنسوة على وجهها بشدة،
وبدا شكلها غريباً جداً، ودار بينهما الحوار التالي:
"- جدتي ، ماذا حدث لك؟ وما أعجب أذنك الكبيرة هذه؟!
- حتى أستطيع أن أسمعك جيداً يا ُبنيتى.
- وما أعجب عينيك الكبيرتين؟!
- حتى أستطيع أن أراك جيداً.
- جدتي، ما أغرب يديك الكبيرتين؟!
- حتى أستطيع أن أمسك بك بقوةٍ.
- ولكن يا جدتي، وما لفمك الكبير المخيف هذا؟!
- حتى أستطيع أن ألتهمك."
ولم يكد الذئب يتم كلامه هذا حتى قفز من السرير، وانقضّ على ذات القبعة الحمراء المسكينة،
و التهمها هي الأخرى ، ثم رقد في السرير مرةً أخرى، ونام.
وبعد قليل مر صيادٌ، و أراد أن يرى كيف حال الجدة، فدخل الحجرة ،
و لما اقترب من السرير وجد الذئب راقد فيه، وهو ممتلىء البطن، وفي نومٍ عميقٍ ،
فأخذ مقصاً ، وبدأ يقص بطن الذئب، وبمجرد أن فتح بطنه خرجت ذات القبعة الحمراء و كذلك الجدة وهما لايزالا على قيد الحياة،
و بسرعةٍ شديدةٍ أحضروا بععض الأحجار، وملأوا بها بطن الذئب، ثم خيطوا بطنه مرةً أخرى.
ولما استيقظ الذئب أراد أن ينهض من السرير ويقفز كالمعتاد،
ولكن الأحجار كانت ثقيلةً جداً لدرجة أنه سقط في الحال و مات.
وعندئذٍ فرح الثلاثة جميعاً بموت الذئب الشرير،
وأكلوا الفطائر معاً وشربوا العصير، وتوتة توتة فرغت الحدوتة.